بقلم سهام هوّاش، اختصاصية واستشارية في التربية الخاصة
يُعتبر عيد الأم مناسبة للاحتفال بعطاء الأمهات ودورهن الفريد في تنشئة الأجيال، لكنه يحمل معنى أعمق وأصدق عندما يكون الحديث موجّهًا إلى الأمهات اللواتي يربين أطفالًا من ذوي الاحتياجات الخاصة. فهنّ لا يقدّمن الحب والرعاية فقط، بل يخضن رحلة استثنائية مليئة بالتحديات، الصبر، والإرادة التي لا تلين
أن تكوني أمًا لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعني أن تكوني صانعة معجزات يومية. قد تواجهين تحديات تفوق الوصف، لكنكِ في كل يوم تثبتين أن الحب قادر على صنع المستحيل. أنتِ التي تتابعين علاجه، تشجعينه على تجاوز الصعوبات، وتحتفلين بإنجازاته الصغيرة التي تحمل في طيّاتها أعظم المعاني
قد لا يكون الطريق سهلًا، وقد تمرّ عليكِ لحظات من التعب، الشكّ، وحتى الإحباط، لكن تذكّري دائمًا أنكِ لستِ وحدكِ في هذه الرحلة. فهناك أمهات أخريات يخضن تجارب مماثلة، وهناك مختصون وأفراد مستعدون لدعمكِ. الأهم من ذلك، هناك طفل ينظر إليكِ بعينيه الممتلئتين حبًا، يرى فيكِ مصدر الأمان الأول، ويرتكز على قوتكِ ليكمل طريقه
قد تكون الرحلة مليئة بالتحديات النفسية والجسدية، لكن كل خطوة يخطوها طفلكِ، مهما بدت صغيرة، هي شهادة على صبركِ وتفانيكِ. لا تدعي المقارنات مع الآخرين تثقل قلبكِ، فلكل طفل وتيرة نموه الخاصة، ولكل أم رحلتها الفريدة
احتفلي بالإنجازات الصغيرة، سواء كانت كلمة جديدة نطقها طفلكِ، أو مهارة بسيطة اكتسبها، أو حتى مجرد نظرة تفاهم بينكما. فهذه اللحظات التي تبدو عادية للآخرين، تحمل في داخلكِ معنى عظيمًا لا يفهمه إلا من مرّ بتجربة مماثلة
رسائل لكل أم في هذا اليوم المميز
أنتِ قوية بما يكفي: قد يكون الطريق صعبًا، لكنكِ أثبتِ مرارًا وتكرارًا أنكِ قادرة على تجاوزه.
كل تقدم هو نجاح: لا تقارني طفلكِ بالآخرين، فكل خطوة يحققها هي إنجاز يُحسب لكِ وله.
اعتني بنفسكِ أيضًا: لا تنسي أن تمنحي نفسكِ بعض الوقت للرعاية الذاتية، فصحتكِ النفسية والجسدية تنعكس مباشرةً على طفلكِ.
أنتِ الأم والمُعلمة والداعمة الأولى: حبكِ، إيمانكِ، وصبركِ هي الأسس التي تبني مستقبل طفلكِ.
لا تترددي في طلب الدعم: لا بأس في أن تطلبي المساعدة، سواء من الأسرة، الأصدقاء، أو المختصين. لا يعني ذلك أنكِ أقل قدرة، بل يعني أنكِ حريصة على تقديم الأفضل لطفلكِ ولنفسكِ
في هذا اليوم، لا نهنئكِ فقط، بل نقدّم لكِ أعمق معاني الامتنان، لأنكِ تمنحين الأمل، وتصنعين الفرق في حياة طفلكِ وفي المجتمع بأسره
أنتِ البطلة التي تستحق كل التقدير، لأنكِ لا تستسلمين، لأنكِ تمنحين الحب بلا شروط، ولأنكِ تحاربين من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لطفلكِ
كل عام وأنتِ رمز للصبر، العطاء، والقوة التي لا حدود لها